منذ يومين شاهدت برنامج توك شو أمريكي أرسلته لي علي الواتساب صديقة من دولة عربية واتبعته بتعليق ( أنا لا أرتاح للسيسي) وبغض النظر عن كون راحتها أو عدم راحتها لا يعنيني ولا يهمني فهي ليست مصرية , ولكن كان مضمون الرسالة نقد الرئيس السيسي في برنامج توك شو أمريكي .
ووجدت نقطتين لا فتتين للنظر – الاولي أن المذيع يقول من إيجيبت والتي تقول عنها داعش next) ) القادمة ……
والنقطة الثانية هي عندما طلب المذيع من الرئيس أن يوافق علي أن يحارب معهم في سوريا والعراق , وأن يقحم الجيش المصري مرة أخري في حروب . وعندها لم يرد الرئيس وساله عن طائرات الأباتشي التي وعدت أمريكا أن تعطيها لنا .
فكان رد المذيع فهل لو أمددناكم بطائرات الأباتشي ستحاربون معنا – فلم يرد عليه السيسي . وعندئذ علق مذيع برنامج التوك شو ساخرا بأن الرئيس لا يستطيع إتخاذ قرار دون الرجوع للشعب المصري .
فهل يعقل أن يتخذ رئيس دولة قرارا منفردا بالحرب علي الهواء وتدخل في دول عربية ودون دراسة ؟ هذا من ناحية .
ومن ناحية أخري ما يحدث حاليا وبقوة النقد لكل كبيرة وصغيرة بالأسلوب الذي فيه سخرية حتي قبل دراسة الأمر أو بحثه .
بالنسبة لموضوع الفكة فأنا رأيته بنفسي في كل مول كبير وكل مول صغير وسوبر ماركت يوجد صندوق بجوار الكاشير في سلطنة عمان , وفي دبي , وفي أبو ظبي .
ويوجد كذلك طوال شهر رمضان إعلانات تبرع لمستشفي كذا ومركز كذا ولو بجنيه . وتنهال التبرعات من وجوه الخير دون محاسبة ودون سخرية كما حدث الآن .
وليس هذا الموضوع جبرا , ولا فرضا ولكنه إختيارا . فلماذا نحاربه ونحن نعلم أن أغلب الشحاذين في الشوارع بعد ساعات قليلة جدا , يذهبون للمحلات يجمدون مبالغ تصل إلي المئات , أي أن الذين يعطون تلك الفكة لا تؤثر كثيرا في أموالهم , وفعلا من الممكن أن نصنع بها أشياء كثيرة مفيدة .
ولكن الأهم هو من مسئول عن تلك الصناديق إن توافرت وفي أي شئ سيتم صرف البالغ . وعندما طلب الرئيس ذلك ما كان ليأخذها لنفسه , ولكن هي تبرع ممن يستطيع ومن المفروض أن يذهب لمن يستحق , بغض النظر عن مدي مسئولية الدولة عن المواطن وتلبيه إحتياجاته من ميزانيتها الخاصة .
وموضوع ماسبيرو – الصرح الذي علم الأجيال وتخرج منه الأجيال , وعلم كل العرب ما هي إذاعة وما هو تلفزيون وما هي ثقافة , يريدون محاربته ويريدون إسقاطه , وإن كنت مع محاسبة المخطئين .
كل ما اريد قوله دون إطالة ومما لاحظته علي الفيس أننا نتعرض لمحاولة تدمير كل ما هو جميل , ومحاولة زرع فتن وعدم ثقة في أي شئ , صحيح لا ننكر أننا كثيرا منا يعاني ضيق ذات اليد وغلو أسعار اللحوم والدواجن وغيرها , وكثير أيضا يوجد فساد وخربان ذمم , وسرقة قوت الشعب وتحميل كراتين القوات المسلحة المدعمة للشعب وبيعها سوق سوداء , وإن كانت الجهات المختصة كشفت ذلك وكشفت أيضا الرشاوي وذلك واجبهم ولكن نشكرهم عليه .
وإن كنا أيضا نعاني من سؤ إختيار للمسئولين , فمن المفروض أن نختار من تتوافر نزاهته وخبرته وقدرته علي تحمل المسئولية وتوافر الذكاء , فليس كل من حصل علي عدد ثلاثة دكتوراه نختاره وزير – فرق شاسع بين العلم الأكاديمي وحسن الإدارة والتصرف .
صحيح نحن وضعنا كل اموالنا لتشغيل مصانع وبناء عاصمة إدارية ومشروعات ستضعنا في صفوف الأمم التي تنتج وتصدر , وأن كان ذلك دفعه الإنسان الفقير فقد كان يجب الموازنة بين الحاضر والمستقبل وتوفير قدر من الإكتفاء الإقتصادي للمواطن البسيط يكفيه الإحتياج .
صحيح نعاني كشعب إختلالا كبيرا في القيم وفي الأخلاق , وعدم الربط بين حسن الخلق , وكيفية الوصول للمكاسب والمناصب وإنتشار العنف .
صحيح نحتاج لتريث وبحث ودراسة أيه قرارات بدلا من التخبط والعدول عنها .
صحيح نحتاج توفير فرص عمل للشباب الجاد الذي يريد أن يعمل ويكد وينجح , وليس الشباب الذي يريد يكسب وفقط .
صحيح أصبحت أغلب دخولنا متجهه لشراء كروت المحمول والنت وشراء الملابس الغالية والتي هي ممزقه حسب الموضة .وجلوس البعض بما فيهم البنات علي المقاهي وشرب الشيشة ودفع حساب ربما يصل إلي مائه جنيه في المرة الواحدة .
لكن في النهاية يجب أن نكون كلنا يد واحده مع مصر , لا تتصوروا ما يحدث من نقاش علي الشات أحيانا أنهيه لكي لا أخسر صديق , ولكنه يوضح أن الاغلبية تتربص بمصر , وبعض المصريين يساعد , وذلك سواء عن جهل أو عن عدم معرفه , أو عن حب يسئ التعبير كمن يضرب أبنه ليشرب الدواء .
ختاما اللهم أحفظ مصر وشعبها وجيشها وقائدها وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن وإنصرها ولا تشمت بها من كرهها .